Where the Rivers Meet: A Novel

يكاد يكون هذا العمل جزءا من سيرة ذاتية للكاتب الأمريكي هربرت ميسن اختار مفتاحها الأول رحلته الأولى إلى المغرب، سيرا على سنة سنها قبله كتاب غربيون أشهرهم بول بولز وتنيسي وليامز وألن غينسبرغ وكرواك وآخرون رفضوا القيم الغربية السائدة في الولايات المتحدة، وراحوا يبخثون عن خلاصهم، فكانت طنجة المغرب هي الجنة التي افتقدوها في بلادهم.غير أن ميسن لم يقتصر على طنجة بل تعرف على أناس المغرب من العرب والأمازيغ في مراكش، وكون رؤيته الصوفية خلال مقامه بالمدينة الحمراء، واختلف عنهم في كتاباته البعيدة عن الملذات الحسية والمخدرات ووسائل الهروب عن الواقع.هذه الرواية هي إعادة صياغة لملحمة "جلجامش" وكذلك مفهوم الصداقة التي يتحول فيها الصديق إلى مرشد روحي دائم البحث عن الأزل، وهذا ما تجسد في لقاء ميسن ببدر شاكر السياب الذي ماثل علاقة جلجامش بأنكيدو.لقد وجد الكاتب تماثلا بينه وبين روح الشاعر الذي حطم أغلا القصيدة العربية وخرج بها إلى شكلها الحر، محاولا الغوص بمجاهيل اللغة وسحر الأسطورة التي صاغها السياب من رموز بيئية.يكتشف القارئ لهذا العمل صفحة مجهولة من حياة الشاعر العراقي وهذيانه اليقظ الذي اختبأ في نصه الشعري، خساراته، نساءه اللواتي أشفقن عليه أكثر مما أحببنه. وهنا خيال خصب أراد الكاتب به وصف ذاته عبر السياب الذات الجوالة والمغامرة والمنكسرة والساخطة، ورغبة هذا الغربي المسكون بالشرق بالغوص في أماكن محظورة من حياة شاعر التقت في جسده وروحه أحزان العالم.